المذاكرة من أصعب الأمور اليومية التى تؤرق كل طالب , في حين انها مقدرة يمكن
اكتسابها من خلال ربطها بقصة أو بصورة, فكلاهما يسهل تخزين المعلومة كما يسهل
استدعاءها ايضا.
وأرجع د.
محمود حموده أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر عدم تذكر المعلومة إلى خلل
في أداء وظيفة الذاكرة, وللذاكرة انواع تقسم حسب عمق الانطباع ومدة التخزين, والنوع
الأول منها يهتم بالأنطباع الأول عن المعلومة دون إدراكها إدراكا تاما وهو ما يعرف
بالذاكرة الحسية و مدة اختزانه تقل عن ثانية واحدة; كأن يقابلك شخص فتسأله عن اسمه
ولكنك لا تركز انتباهك علي الأسم ولم تختزنه في الذاكرة, وبمجرد أن ينتهي الشخص من
ذكر اسمه تبحث عنه في ذاكرتك فلا تجده.
والنوع الثاني هو الذاكرة قصيرة
المدي, وفيه يركز الشخص انتباهه علي المعلومة فيدركها ويقوم بحفظها في الذاكرة
لفترات قصيرة تصل إلي أيام أو أسابيع, ويندرج في هذا النوع المذاكرة قبل الامتحان
والتي تقتصر علي حفظ المعلومة في الذاكرة دون إعمال العقل بها, فينسي الطالب
المعلومة بمجرد انتهاء الامتحان, أما النوع الثالث فهو الذاكرة طويلة الأمد وهي
المعلومات التي تم إدراكها وفهمها فهما كاملا وأعيد تصنيفها وترتيبها في أماكن خاصة
بالذاكرة وتم ربطها بأشياء لا يمكن للشخص أن ينساها, كأن يخبرك شخص بأسمه فتركز
انتباهك لتحفظه وتربط بين اسمه واسم شخص تعرفه, فهذا التصنيف من شأنه أن يثبت
المعلومة.
ويقول د.محمود بحسب جريدة "الأهرام" : اننا إذا كنا نرغب في أن
تكون المعلومة التي نستوعبها في المستوي الثالث من الذاكرة, فلابد من الانتباه
الكامل لها وذلك بتوجيه كل تركيزنا عليها ليسهل علينا إدراكها واستيعاب معناها, ثم
نربطها بأشياء سابقة, مما يسهل الرجوع إليها عند اللزوم بل و استدعاؤها
ايضا.
هذا بالإضافة الي أن لنوع الأنفعال المصاحب للمعلومة تأثير في مدي
قدرة الشخص علي تذكرها, فنحن حين نحب شيئا ما يسهل علينا تذكره, فلا يمكن أن ننسي
مواقف التكريم ولحظات الثناء التي قضيناها, بينما المواقف المؤلمة في حياتنا لا
نحاول تذكرها, وكم من مرة كرهنا مدرسا فلم نخرج من دروسه بشيء, وكم أحببنا مدرسا
آخر فاستوعبنا وتذكرنا كل ما يقوله, والسبب في ذلك هو المشاعر المرتبطة بالمعلومة
أو بالحدث.
ومن اسباب عدم ثبات المعلومة ايضا عدم مراجعتها لمدة طويلة, و
للتغلب علي هذا علينا أن نقرأ موضوعا جديدا ونقوم بمراجعة أول موضوع في المادة, ثم
نبدأ في المرة الثانية للدراسة أن نقرأ موضوعا جديدا ثم نقوم بمراجعة الموضوع
التالي لموضوع المراجعة السابقة وهكذا يمكننا القضاء علي عملية النسيان.
وهناك عامل آخر وهو أن الموضوعات التي تقرأ قد تتداخل مع بعضها والسبب عادة
هو عدم ترك مسافة زمنية كافية بين استذكار المواد الدراسية وينصح أخذ فترة راحة بين
المادة والأخري.بل وينصح بعدم مذاكرةمادتين متشابهتين إحداهما بعد الأخر فمذاكرة
مادة العربي وبعدها الرياضيات يضمن عدم تداخل المعلومات. لأنه ليس هناك تشابه
بينهما.