موضوع: حظوظ المنتخبات العربية بكاس افريقيا 2012 السبت يناير 21, 2012 9:09 am
حسب تكهنات متتبعي كرة القدم العربية والإفريقية فإن للمنتخبات العربية شيئ من الحظوظ في الكأس الإفريقية القادمة التي ستنطلق يوم 21 يناير الجاري مناصفة بين الغابون وغينيا الإستوائية واستلهم هؤلاء المتتبعين فرضية مغادرة المنتخبات القوية للكأس الإفريقية بشكل مبكر ومن بينها الكاميرون ونيجريا والجزائر وجنوب افريقيا ومصر …هذا دون أن ننسى في نفس الوقت النسبة المهمة من متتبعي ونقاد كرة القدم الإفريقية الذين يجهضون حظوظ المنتخبات العربية الأربعة المشاركة في الكأس من أي تتويج بل منهم من يجهض حقها في عبور الدور الأول باعتبار تموقع هذه الفرق مع منتخبات إفريقية قوية لن تتساهل عن التتويج بسهولة كالسينيغال وغانا والغابون والكوت ديفوار بالإضافة إلى بوركينافاصو الحاصل على العلامة الكاملة…
في هذا الموضوع نسلط الضوء على حظوظ كل منتخب عربي على حدة حسب المجموعة التي قادته القرعة للتموقع فيها.
المنتخب الليبي هو أول منتخب يلعب في النهائيات الإفريقية وذلك في مباراة إفتتاحية مع البلد المنظم غينيا الإستوائية يوم السبت 21 يناير على الساعة الخامسة والنصف مساء بتوقيت غرينيتش في المدينة الغينية باتا.وجمعت القرعة في نفس المجموعة السينيغال وزامبيا.
يبدو أن المتخب الليبي الذي يشارك للمرة الثالثة في النهائيات سيصنع لنفسه مكانة مع الكبار باعتبار انه افضل وصيف في الإقصائيات وسيسعى جاهدا إلى اكمال ثورته على رقعة الميدان وسيكون سلاحه هذه المرة الجلد المدور بدل القذائف والكلاشنكوفات..يأتي هذا المنظور بالنظر إلى المعطلات التي تسجل على المنتخبات التي تنافس ليبيا في نفس المجموع باستثناء السينغال الذي يعد أقوى منتخب في المجموعة سواء بالنظر إلى تاريخه العريق الذي يشير إلى مشاركته للمرة الثانية عشرة في الكأس ورغم هذا التاريخ الزاخم إلا أنه لم يحقق ما حققه المنتخب الليبي الذي احتل الصف الثاني في دورة 1982.
أما غينيا الإستوائة البلد المنظم مناصفة مع الغابون فيبدو أنه غير مرشح بتاتا باعتباره يشارك في الكأس لإول مرة كبلد منظم كما أن تاريخه خال من أي انجاز يذكر ويتأبط في مشاكل جمة من أبرزها استقالة هينري ميشيل من تدريب الفريقي قبل أقل من شهر وهذا قد يحدد من امكانيات الفريق إذ يلزم وقت كثير لإنسجام المدرب الجديد مع اللاعبين.
منتخب زامبيا الذي تأهل إلى النهائيات لخمسة عشرة مرة واحتل المرتبة الثانية في مناسبتين وذلك سنتي 1974 و1994 لكنه غاب لسنوات عديدة بعد التسعينيات وعودته هذه المرة مع المدرب الفرنسي هيرفي رونيار لا تشكل أي تخوفات..لكون أبرز لاعبي الفريق لا يمكنهم المشاركة بسبب الإصابة ومن بينهم المهاجم جاكوب مولينغي ووسط الميدان ويليام نجوبو بالإضافة إلى الشكوك التي تحوم حول مشاركة كل من توماس نيرندا وجيمس شامانغا.
المنتخب العربي الثاني هو منتخب السودان الذي انهزم مؤخرا في مباراة ودية مع منتخب تونس بثلاثة أهداف لصفر ويتموقع هذا المنتخب وسط مجموعة قوية تظم كل من الكوت ديفوار الذي ستجمعه معه المباراة الأولى في 22 من يناير على الساعة الثالثة بعد الزوال بالإضافة إلى منتخبي بوركينافاصو وأنغولا وكان السودان قد ظهر بشكل قوي أمام تونس والسيننغال رغم خسارته في الأولى بثلاثية وفي الثانية بهدف لصفر.
أقوى منتخب في هذه المجموعة هو منتخب الكوت ديفوار وسيسعى مدربه (فرانسوا زاوي)جاهدا لنل الكأس الإفريقية وبكل الوسائل المتاحة خاصة وأنه يتوفر على لاعبين كبار من قيمة “كولو ويحيى توري الممارسان رفقة نادي “مانشستر سيتي الإنجليزي” وجيرفينهو”أرسنال”،بالإضافة إلى النجم ديديي دروغبا وسالمون كالو الممارسان رفقة تشيلسي الإنجليزي..وقد تأهل هذا المنتخب تسع عشرة مرة للنهائيات وفاز بالكأس مرة وحيدة سنة 1992.
في ما ستبقى النقاط التي ستضعف المنتخب الإفواري هي غياب خمسة من أبرز لاعبي الفريق وهم روماريك المحترف بنادي إسبانيول الإسباني وفارونا دنداني”لخويا القطري”،غوديميل”هامبورغ الألماني”،روناكوني”ليفانتي الإسباني”..وهذا يقوي حظوظ المنتخب السوداني في هذه المجموعة.
بوركيانافاصو المشارك في النهائيات مع مجموعة السودان والذي لا زالت ناميبيا تشك في أحقيته في التأهل واللعب على حسابها بعدما أشرك المنتخب البوركينابي لاعبا له جنسية مزدوجة..بوركينابية وإفوارية.
المنتخب البوركينابي فريق قوي بشهادة الجميع..قوي بلاعبين كبار يمارسون في أعتى وأكبر الأندية الأوروبية..منهم المدافع القدير باكاري كوني المحترف بليون الفرنسي وكابوري الممارس رفقة مارسيليا الفرنسي بالإضافة إلى بيرتران تراوري رفقة تشيلسي..لكن المدرب باول دوارتي في وضع حرج،خاصة بعد إبعاد ستيفان أغبري بسبب مشكلة في الجنسية المزدوجة كما أشرت أعلاه والمصاب عيسى غوو.هذا بالإضافة إلى كل من هيرفي زينكي والنجم بناند تغيري.
المنتخب الآخر في هذه المجموعة هو المنتخب الأنغولي وهو منخب قوي شيئ ما..ومرشح لنيل اللقب مع فرق كبيرة مثل السينغال والكوت ديفوار والمغرب…
المجموعة الثالثة التي تضم المنتخبين العربيين تونس والمغرب زيادة إلى الغابون والنيجر تعد مجموعة قوية لكونها تجمع ثلاثة منتخبات تسعى جاهدة إلى تأكيد ذاتها في هذه الكأس ال28.
المنتخب المغربي ستجمعه مباراة قوية مع المنخب التونسي الذي تعادل في تحضيراته الأولية مع منتخب إقليم كاطالونيا وفاز على السودان بثلاثة أهداف لصفر فيما انهزم أمام الكوت ديفوار بهدفين للا شيئ ..
ويوجد مستوى متقارب بين هذين المنتخبين فتونس فازت بالكأس مرة وحيدة سنة 2004 على حساب المغرب وكذلك المغرب فاز بها مرة وحيدة سنة 1976 أي منذ ما يزيد على ثلاثين سنة.
أضعف منتخب في هذه المجموعة هو منتخب النيجر الذي تخنقه أزمة مالية كبيرة،إلى حد أن رئيس البلاد طلب من الشعب النيجيري إعانة فريقه الأول على إجراء التربص الإعدادي في الكاميرون وتحديدا في أكاديمية كادجي الرياضية بالقرب من العاصمة.لكن رغم الأزمة سيسعى المدرب هارونا دولا إلى خلق مفاجأة كما صنعها في التصفيات أمام مصر صاحب الرقم القياسي في الألقاب وسيتكل في ذلك على كل من أوليفي بونسي المحترف رفقة ليل الفرنسي ولاعبين آخرين.
المنتخب الثاني من حيث الحظوظ هو الغابون وهو منتخب قوي إلى حد ما بل ومن منظمي البطولة مناصفة مع غينيا الإستوائية ويقوده مدرب طموح اسمه غيرنوت رور وهو معروف بصلابة عوده وبإتقان تشكيل التلاحم بين اللاعبين ولا يخفى على احد قوة الفريق بحيث فاز على المغرب بفريقه الأولمبي قبل أيام في الكأس الإفريقية لأقل من 23 سنة وبات من المؤكد أن المدرب سيشرك بعض اللاعبين الأولمبيين كما أن للغابون محترفين كبار منهم ايانغا موار (بريست الفرنسي)واندري بوكو(بوردو الفرنسي وآخرين.
أما المنتخبين الثالث والرابع في هذه المجموعة فقد أكدت الأقدار أنها لا تعير أدنى اهتمام للوقت بل وتعيد الأحداث لمرات لا يمنك أن تعرف تعدادها..هي الأقدار نفسها التي وضعت المنتخب التونسي في أول مبارياته مع المنتخب المغربي ليكتمل الجزء الثاني من الفيلم سنة 2012 بعد الفيلم المشوق الذي لفت انتباه العالم سنة 2004 بتونس..لكن هذه المرة يختلف الأمر،فالمنتخب المغربي تأهل إلى النهائيات عن جدارة واستحقاق على عكس المنتخب التونسي الذي قاتدته الصدفة فقط إلى التأهل حيث اهدته تشاد هدية ثمينة..لكن رغم ذلك فقد ظهر المنتخب التونسي بشكل قوي في مبارياته الودية رغم خسارته أمام كوت ديفوار..والمباراة المقبلة بين المغرب وتونس هي المباراة الخمسين بين البلدين إذ تفوق المغرب في 12 مباراة مقابل 8 للمنتخب التونسي فيما سجل 29 تعادلا..لكن في السنوات الأخيرة شوهد بالواضح الجلي تفوق المنتخب التونسي على نظيره المغربي..
وتجمع المنتخبان قواسم مشتركة..فالمغرب يدخل النهائيات بإصابات مقلقة كإصابة السعيدي ولمياغري وتونس بإصابة عصام جمعة أمام المنتخب الكطلاني كما يحس مجدي بآلام حادة وقد لا يكون المنتخب مشكل من هذين اللاعبين فقط وإنما لكل سلف خير سلف كبن الشريفة (الترجي)وخليفة(إفيان)والشرميطي المحترف رفقة (زيوريخ السويسري) زيادة إلى عبد النور الممارس مع تولوز الفرنسي.
كما أن المنتخب المغربي يضم لاعبين يصنفون في خانة الكبار كالسعيدي (هيرينفين الهولندي)،تاعرابت(كوينز بارك رينجرز)،بن عطية(أودينيزي الإيطالي)،أمرابط(قيصري سبور التركي)..ويتفوق على المنتخب التونسي بالكم الهائل من المحترفين الممارسين في أعتى وأكبر الأندية الأوروبية وإلى جانب ذلك تتفوق تونس بلاعبين لهم دراية تامة بالأجواء الإفريقية خاصة وأن أكبر اللاعبين التونسيين يمارسون في أندية شاركت لمرات عديدة في كأس الأبطال وكأس الإتحاد الإفريقي.
هذه إذن قراءة للمنتخبات العربية في الكأس الإفريقية الغالية.
فالمجموعة الأولى تعطي التفوق وكذا العبور للدور الثاني للسينغال ثم زامبيا فليبيا.
والمجموعة الثانية التي تعتبر ثاني أقوى مجموعة بعد المجموعة الرابعة تعطي التفوق لكوت ديفوار وبوركينافاصو الذي تأهل بالعلامة الكاملة مع بعض الحظوظ للمنتخب السوداني.
والمجموعة الثالثة ترشح المغرب وتونس كأقوى منتخبين للتأهل للدور الموالي مع مشقة أحدهما للطفرة النوعية التي يشهدها المنتخب الغابوني.
أما المجموعة الرابعة فقد تحسم مبكرا لغانا وغينيا.
في الأخير ليس لي إلا أن أتمنى رؤية الكأس في إحدى العواصم العربية مع التأكيد على أنه ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.
موضوع: حظوظ المنتخبات العربية بكاس افريقيا 2012 
السبت يناير 21, 2012 9:09 am
