الزيادة السكانية الرهيبة سيكون لها أثرها المفجع على كوكبنا
عندما نقيس الأمر بمقياس التطوّر؛ نجد أن الجنس البشري المعروف
بـ"الهومو سابينز" يُحرز نج***تلو الآخر، وإذا نظرنا إلى الحيوانات التي
تقع معنا في نفس المستوى من السلسلة الغذائية نجد أنها قد وصلت إلى أكبر
تعداد لها في خلال 20 مليون سنة، بينما نحن احتجنا إلى 120 مليون سنة فقط
لنصل إلى الرقم مليار نسمة، ثم إلى 206 أعوام أخرى لنصبح 7 مليار نسمة، ومن
المتوقّع أن نصل إلى الرقم 10 مليار بحلول عام 2100.
هذه الزيادة
السكانية الرهيبة سيكون لها أثرها العنيف والمفجع على الكوكب الذي يأوينا،
وفيما يلي 5 تغيّرات كبرى ستحدث خلال هذا القرن نتيجة لهذه الزيادة
السكانية.
1- انتقال الكتل السكانية:
من
المعروف أن الصين هي صاحبة أكبر كتلة سكانية على الكوكب، وأن قارة مثل
إفريقيا بالرغم من أنها مثقلة بمشكلات جمّة؛ فإنها ليست مزدحمة جدا. هذا
الوضع سيتغيّر خلال هذا القرن.
سياسة الطفل الواحد للأسرة التي
تتبعها الصين قد نجحت فعلا في الحدّ من النمو السكاني هناك، بينما في كثير
من الدول الإفريقية يصل معدّل إنجاب الأطفال إلى 7 للأسرة الواحدة.
ومن
المتوقّع أن تتفوّق الهند في النمو السكاني على الصين بحلول 2020، بينما
ستتفوّق الدول الإفريقية التي تقع تحت الصحراء الكبرى على الجميع بحلول
2040، وستتحوّل الكتل البشرية المهاجرة من إفريقيا إلى مشكلة حقيقية للدول
الغربية في المستقبل القريب.
2- التوسع العمراني:
في
البداية كان سكان الريف في العالم أكثر من سكان الحضر، ثم تساوى الاثنان
في إحدى مراحل التطوّر، واليوم صار سكان المدن أكثر من سكان الريف، ومن
المتوقّع أن يستمرّ هذا الأمر في التفاقم.
يبلغ عدد سكان الحضر حاليا حوالي 3.5 مليار نسمة، ومن المتوقّع أن يصلوا إلى 6.3 مليار عام 2050.
المدن
الحالية صارت تتضخّم وتتكدّس بمعدلات غير صحية، وهناك تناقص مستمرّ
للمساحات الخضراء. هذا التمدّن غير الصحي سيُغيّر وجه البسيطة كُليا.
3- حروب المياه:
لم
يتضاعف عدد السكان في السنين الأخيرة فحسب، بل تضاعف أيضا استهلاك الفرد
الواحد للمياه خاصة في الدول الصناعية، ويعتقد العلماء أن نقص موارد المياه
سيُؤدّي إلى سلسلة من الأزمات، وإلى توسيع حجم الهوة بين الأغنياء
والفقراء.
لا يوجد ما هو أثمن من الماء، وهناك بعض الأجزاء من
العالم -وبسبب تأثيرات تغيّر المناخ- صارت بالفعل على حافة الأزمة؛ الصومال
مثلا تضاعف عدد سكانها 5 مرات منذ منتصف القرن العشرين، بينما قلّ معدّل
هطول الأمطار بها بنسبة 25%.
4- أزمة الطاقة:
لا
يوجد ما يكفي من الوقود الأحفوري لتوفير الطاقة للعشرة مليارات نسمة
المستقبليين، وهذا يعني أن مسألة الحصول على الطاقة من مصادر بديلة هو
مسألة حياة أو موت.
مع الأسف ليست التكنولوجيا الحالية بالمستوى
المتقدّم الذي يسمح بالحصول على الطاقة من مصادر بديلة بأسعار معقولة، لكن
الأبحاث لا تتوقّف في كل مكان لتحقيق هذا.. نحن نعلم أن هناك الكثير من
الطاقة في مصادر مثل الشمس والرياح والذرّة، لكن على المستوى التجاري ما
زالت عملية الحصول على الطاقة من الشمس عملية مكلّفة جدا.
5- الانقراض الجماعي:
كلما زاد عدد البشر وانتشارهم في مكان ما، اكتسحوا موارد هذا المكان بحيث لا يبقون شيئا لباقي الكائنات.
بجوار
أننا نستهلك الأراضي والموارد التي تعيش عليها باقي الكائنات؛ فإننا أيضا
نتسبّب في حدوث تغييرات جذرية في مناخ الأرض مع كل الملوثات التي نطلقها..
ليست الحيوانات فقط هي مَن تعاني نهم البشر وتدميرهم للبيئة، بل إن حوالي
75% من الأنواع النباتية على الكوكب صارت مهددة بالانقراض.