موضوع: أكاديمية التابوت للتدريب على الموت الخميس سبتمبر 01, 2011 11:03 pm
الموت هو أحد الحقائق التي سيواجهها الإنسان سواء كان من المعمرين أم إنقضى أجله سريعاً، ولكنها أحد الحقائق التي تؤرق أصحاب القلوب الضعيفة، والإيمان المزعزع، لذا يوجد الكثيرين حول العالم يخافون من الموت دون أن يعملوا الصالحات لهذا اليوم الذي لا ينفع الإنسان فيه إلا عمله.
وتحت شعار نحن في حاجة الى نظرة جديدة في الحياة.. ثم الحصول على استعداد للموت، تم إنشاء هذه الأكاديمية التي تدرب الأشخاص على كيفية الموت، نظراً لأنهم غابت عن أعينهم الحقيقة الإلهية الواضحة في أن بعد خروج الروح من جسد الإنسان لا يدري بعدها الإنسان بجسده، ولا يشعر به على الإطلاق.
وأصبح هاجس الموت يسبب قلقاً بل ذعراً كبيراً لأصحاب القلوب الخاوية، الأمر الذي جعل "جونج لون" الكوري الجنوبي يقوم بإنشاء "أكاديمية التابوت.. للتدريب على الموت"، ويقوم بتعليم الأشخاص المشتركين في الأكاديمية على كيفية مواجهة الموت، والطقوس الذي سيقوم الناس بإتباعها معهم وقت لفظ أنفاسهم الأخيرة في الحياه.
ويدعي جونج لون صاحب الـ39 عاماً أنه ينقذ الأرواح من الذعر الذي ستواجه عندما تتفاجأ بالموت، وذلك مقابل 25 دولاراً فقط، ويتجه العديد من الأشخاص الكبار والصغار إلى هذا المكان للتدريب على كيفية الموت، ومن الملاحظ أن من يتجه إلى هذا المكان هم الأشخاص الذين يعانون من إكتئاب يجعلهم يزهدون الحياة.
وجاء إلهام أكاديمية التابوت لصاحبة بعد إرتفاع معدل الإنتحار في كوريا الجنوبية، نتيجة لأسباب نفسية خاصة بالخوف من الموت، ليقوم "جونج" بأخذ تصريحاً من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية قبل البدء في مشروع أكاديمية التابوت!.
ويأتي الدرس الأول من المعلم لتلاميذه هو كيفية إعداد خطابات الوداع للعائلة، بالإضافة إلى توديع التلاميذ لعائلاتهم بالدموع كما لو كانوا سيدفنوا في هذا التابوت الذي يستقلونه.
وبعد الدموع و"الحركات" يأتي بعد ذلك دور الشموع المضاءه، ليقوم بقية التلاميذ بالامساك بهذه الشموع، ويتجه صاحب حفلة الوداع إلى التابوت للإستلقاء فيه كالميت واضعاً يداه على منتصف وسط جسده لمدة 10 كاملة مع إغلاق غطاء التابوت.
ويشير صاحب الإختراع العجيب أن الشخص الذي يخرج من التابوت يشعر بإنتعاشه كبيرة للحياه، مشدداً على أن هذا الأمر يساعد الإنسان على إستعادة حياته من جديد، متابعاً: فالإنتحار لا يستحق كل هذا العناء، فالموت أسهل بكثير من القيام بهذه الأفعال المشينة"، مختتماً كلامه بقول: "دعونا نقترب من الموت لنتعرف على حقيقته"!!.
ومن هذا المنطلق نود الإيضاح بأن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز:"كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ" (الأنبياء35).. "أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ" (النساء78)، ولعل الأمر الأسهل من هذه الأشياء هو الرجوع إلى الله والعمل بتعاليم المولى، والخشوع والتقرب إلى الله دائماً، ووضع حقيقة الموت أمام أعيننا دائماً.